إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

الأدب المسؤول

المؤلف رئيف خوري
    السعر
  • 31.67 SAR

  • 35.19 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 27.54 SAR

(تُشحن من السعودية) توصيل 3-7 أيام

الأدب، عند رئيف خوري، كان معرفة ووسيلة لدفع الإنسان إلى أبعد من حدوده، ولكي يكون الأديب هذه الطاقة الفاعلة، ينبغي له أن يكون مدركاً، وأن يكون بإرادة واعية منه "فيلسوفاً، وليس اجتماعياً، يصدر عن فلسفة، يدرك بها أن الحياة متحركة متجددة، لا مستنقعة جامدة، ويدرك اتجاه الحياة في حركتها وتجددها، ويدرك أن ينبوع القوة في هذه الحركة والتجدد، إنما هو الشعب، فإلى الشعب ينبغي له أن يتوجه". لقد كان رئيف خوري بعيداً كل البعد عن أولئك الأدباء الذين تسكرهم كلماتهم وشعاراتهم التي يطلقون، لبعدهم عن القدرة التي تجعلهم يرون الناس كما هم، وتجعلهم في الوقت نفسه، المسهمين في نضالهم. وكثيراً ما كان يجلدهم بسياط ملحه وطرائفه الجارحة، مطلقاً دائماً صيحته المعروفة الداعية إلى الحب، حب الحياة، وحب الناس، وإلى طرح ما يثقل كواهلهم من أنيار وعبادة أصنام. فهو بهذا محطم أيقونات، ينحاز بثوريته عن سواه من الأدباء، في كونه منهجي التمرد، صوال التحرك العقلاني، يعدل الحرية بالحياة ذاتها، على أنها صراع في سبيل الحق، ولا بد لجميع الناس من خوض غمارها، شاءوا أم أبوا، وذلك لكي يصنعوا تاريخهم بإرادة جماعية، ويخططوا لمستقبلهم جواً ملائماً تتفتح فيه إبداعات الإنسان الواعية. لقد أحب رئيف التراث الأدبي العربي حباً خالصاً منزهاً عن الأثرة القومية ما يلازمها، وهذا الحب للتراث، يرى خلاله لآلئ مغمورة بالصدف والخزف، جعله ينظر إلى المؤمل من إسهامه الضخم في بناء حياتنا الجديدة، فيعمد إلى الكشف عن جوانبه الغنية بمضامينها الإنسانية والجمالية، ويعيد درسها على أسس جديدة تستقرئ الحادثة، وتستنطق منها ما تغلف بغلس التاريخ، على ضوء مفهوم جديد مفيد، ورؤية جديدة نفاذة إلى أعماق الحياة والإنسان والتاريخ جميعاً. ولكن تلك اللآلي الخبيثة في تراثنا الأدبي، لم تكن لتبهر رئيف خوري، فيستكين إلى بريقها، ويطمئن إلى حاضر هذا التراث، ولهذا، رأيناه يستحيل ناقداً كبيراً -الناقد الكبير هو الأديب الكبير حسب تعبيره- عميق النظرة، دقيق الميزان، قاطعاً على كل صعيد من صعدان الفكر والأدب والاجتماع. ينقد المجتمع، فهو يريده عدالة وحباً إنسانياً. وينقد الدولة، فهو يريدها أداة تسيير شؤون العامة، لا الخاصة الممتازة. وينقد الفكر، فهو يريده فكراً علمياً عقلانياً، محوره الإنسان، ومداره إعداده للقيام بعملية تحويل مجتمعه. وينتقد الأدب، فهو يريده عمارات تشمخ على أسس من جمالية تعطي الناس والأشياء معنى بالنسبة إلى الإنسان، مع فنية في الأداء، وتخلق القيم، وتتبرأ من المدارات المغلقة، والطرق المسدودة، ومتاهات الموت والضباب، وتؤكد مجد الإنسان. إن من يقرأ رئيف خوري، يحس بالحياة كأنها مخبوءة بين السطور، ويحس في الحرف رعشة دعوة إلى رحلة جديدة، ويسري حوله ذلك الروح الخفي الذي يحمل في أنفاسه معالم الغد. وفي هذا الجو المسحور، تنكشف له أعمال نفسه، فتعتريه حالة من حبور، كأنه خرج -وهو لم يزل- من قبضة سلطان ما يعكر عليه عين الشمس.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

40%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

30%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف